ما معنى كلمة ملة في القران الكريم وتفسير الايه 37 من سورة يوسف، حيث ذكرت تلك الكلمة في المصحف الشريف في قولة تعالى: ﴿ قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ۚ ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ۚ إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾، وتعد تلك الكلمة من الكلمات التي نستخدمها بشكل كبير في حياتنا اليومية كلمة ونعرف أن لها علاقة بالدين، ولكن لا نعرف على وجه التحديد أبعاد هذه المعنى، وفي هذا المقال من موقع عرب فور نت سوف نوضح لكم ما معنى كلمة ملة في سورة يوسف وتفسير الايه الكريمة التي ذكرت فيها تلك الكلمة في القران الكريم.
![]() |
معنى كلمة ملة |
معنى كلمة ملة
الملة لغويًّا هي الشريعة والمذهب، وفي الاصطلاح هي "الدين حقًا كان أو باطلًا، فمن إطلاقها عليهما قول يوسف عليه السلام: إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ* وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ.. {يوسف:37-38}، وجاء في لسان العرب: الملة الشريعة والدين، وفي الحديث لا يتوارث أهل ملتين، ومن الفروق بين الملة والدين ما بينه المناوي نقلاً عن الراغب، قال في التعاريف: والفرق بينها وبين الدين أن الملة لا تضاف إلا للنبي الذي تستند إليه، ولا تكاد توجد مضافة إلى الله تعالى، ولا إلى آحاد الأمة، ولا تستعمل إلا في جملة الشرائع دون آحادها، يمكنك ايضا التعرف على معنى كلمة لا يلتكم في القرآن الكريم.
تفسير قولة تعالى لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما
القول في تأويل قوله تعالى: قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)، قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: (قال) يوسف للفتيين اللذين استعبراه الرؤيا: (لا يأتيكما)، أيها الفتيان في منامكما، (طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله)، في يقظتكما، (قبل أن يأتيكما)، ويعنى بقوله (بتأويله): ما يؤول إليه ويصير ما رأيا في منامهما من الطعام الذي رأيا أنه أتاهما فيه.
وقوله: (ذلكما مما علمني ربي)، يقول: هذا الذي أذكر أني أعلمه من تعبير الرؤيا، مما علمني ربى فعلمته، (إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله)، وجاء الخبر مبتدأ، أي: تركت ملة قوم، والمعنى: ما ملت، وإنما ابتدأ بذلك، لأن في الابتداء الدليل على معناه، وقوله: (إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله)، يقول: إني برئت من ملة من لا يصدق بالله، ويقرّ بوحدانيته (45)، (وهم بالآخرة هم كافرون)، يقول: وهم مع تركهم الإيمان بوحدانية الله، لا يقرّون بالمعاد والبعث، ولا بثواب ولا عقاب.
وكُررت " هم " مرتين، فقيل: (وهم بالآخرة هم كافرون)، لما دخل بينهما قوله: (بالآخرة)، فصارت " هم " الأولى كالملغاة، وصار الاعتماد على الثانية، كما قيل: وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ [سورة النمل: 3/ سورة لقمان: 4 ]، وكما قيل: أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ [سورة المؤمنون: 35]، فإن قال قائل: ما وجه هذا الخبر ومعناه من يوسف؟ وأين جوابه الفتيين عما سألاه من تعبير رؤياهما، من هذا الكلام؟، قيل له: إن يوسف كره أن يجيبهما عن تأويل رؤياهما، لما علم من مكروه ذلك على أحدهما، فأعرض عن ذكره، وأخذ في غيره، ليعرضا عن مسألته الجوابَ عما سألاه من ذلك، يمكنك معرفة معنى دحو الأرض في القرآن.
الفرق بين الملة والنحلة
اعلم أن الملة لغة كما يقول صاحب (القاموس): "الملة بالكسر هي الشريعة أو الدين"، ويقول الزمخشري في (أساس البلاغة): "ومن المجاز في استعمال الملة بمعنى الطريقة المسلوكة، ومنها ملة إبراهيم حنيفًا"، وعليه فالفرق بين الدين والملة: أن الدين ما يكون عليه كل واحد من أهل الملة الواحدة، وأن الملة اسم لجملة الشرائع.
ثم بيَّن الراغب الأصفهاني الفرق بين الملة والدين فقال: "والفرق بين الملة والدين أن الملة لا تضاف إلا إلى النبي -عليه السلام- التي تستند إليه نحو {فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} (آل عمران: ٩٥) {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي} (يوسف: ٣٨) ولا تكاد توجد مضافة إلى الله، ولا إلى آحاد أمة النبي -صلى الله عليه وسلم، ولا يستعمل إلا في جملة الشرائع دون آحادها، فلا يقال ملة الله، ولا يقال ملتي، كما يقال دين الله وديني، ولا يقال للصلاة ملة الله، فالملة تُضاف إلى من أضيف إليه، والدين يضاف إلى من يعتنقه ويؤمن به، بامكانك معرفة معنى المزن في القران الكريم.