يعني ايه تغير المناخ وكافة التفاصيل المتعلقة به

ظاهرة تغير المناخ ، حيث انتشرت مؤخرا الكثير من الاحاديث حول التغير المناخي والاحتباس الحراري وما الي ذلك من المصطلحات، ولذلك في هذا الموضوع سوف اوضح لكم بالتفصيل يعني ايه التغير المناخي واثار هذا التغير علي الحياة علي كوكب الارض وسلبياته وما الاسباب التي ادت الي تلك التغيرات المناخية وهل لها ايجابيات وما نتيجة تغير المناخ في مصر وفي الدول العربية والكثير من تلك التفاصيل وعلاقة الاحتباس الحراري بالتغير المناخي.

 

يعني ايه تغير المناخ
يعني ايه تغير المناخ وكافة التفاصيل المتعلقة به


مواضيع مشابهه

يعني ايه الاحتباس الحراري وما اسبابة وحلولة


ما هو التغير المناخي

إن تقلبات الطقس وتبدّلات الحرارة أمرٌ طبيعي مع اختلاف الفصول. لكن حين تزيد حدة هذه التغيرات وتصبح غير اعتيادية وطويلة الأمد تسمى هذه الظاهرة بالتغير المناخي.

يؤدي التغير المناخي، بشكلٍ عام، إلى ارتفاع في درجات الحرارة وتغيرات في نسبة هطول الأمطار وما يتبعها من نتائج كذوبان الجليد القطبي، وارتفاع مستوى سطح البحر، وفترات جفاف و عواصف شديدة القوة. وبدأت هذه التأثيرات بالظهور حول العالم، وأكثر الشعوب عرضةً هم سكان الجزر الصغيرة والبلدان النامية ومن بينهم سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

بالرغم من أن أحد أسباب التغير المناخي هي طبيعية كالتغيرات في الدورة الشمسية والنشاط البركاني، إلا أنه، منذ الثورة الصناعية وخاصةً بعد منتصف القرن العشرين، بدأت الأنشطة البشرية تساهم بشكل أساسي بتفاقم هذه الظاهرة من خلال انبعاثات الغازات الدفيئة المؤدية إلى الاحتباس الحراري ، اما الأسباب الطبيعية فهي لا تشكل الا جزءاً صغيراً جداً من مجمل الاسباب، حيث ان سرعة تأثيرها ومفعولها لا يوازيان قوة الاحتباس الحراري الذي نشهده اليوم. 


ما هي أزمة المناخ

يقصد بتغير المناخ التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، قد تكون هذه التحولات طبيعية فتحدث، على سبيل المثال، من خلال التغيرات في الدورة الشمسية. ولكن، منذ القرن التاسع عشر، أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز.

ينتج عن حرق الوقود الأحفوري انبعاثات غازات الدفيئة التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.

تشمل أمثلة انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ ثاني أكسيد الكربون والميثان. تنتج هذه الغازات على سبيل المثال، عن استخدام البنزين لقيادة السيارات أو الفحم لتدفئة المباني. يمكن أيضا أن يؤدي تطهير الأراضي من الأعشاب والشجيرات وقطع الغابات إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون
، وتعتبر مدافن القمامة مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات غاز الميثان، ويعد إنتاج واستهلاك الطاقة والصناعة والنقل والمباني والزراعة واستخدام الأراضي من بين مصادر الانبعاث الرئيسية.

 

آثار تغير المناخ على كوكب الأرض

يحدث التغير المناخي نتيجةً لظاهرة الاحتباس الحراري التي تتسبب بها العديد من الأنشطة البشرية بشكل أساسي، ويلعب تغير المناخ دورًا مهم في التأثير على كوكب الأرض وعلى الكائنات الحية التي تعيش على سطح الأرض، وتاليا سوف اوضح لكم باختصار السلبيات والاثار المباشرة التي تنتج عند التغير المناخي علي وجة الارض:

  • ارتفاع مستوى سطح البحر ساهم التغير المناخي في رفع مستوى سطح البحر حوالي 20 سم منذ عام 1880 وحتى الوقت الحالي، كما يحتمل أن يرتفع مستوى سطح البحر ما بين 30 سم إلى 2.40 م بحلول عام 2100، ويعود السبب في هذا الارتفاع إلى ذوبان الجليد الأرضي وتوسع مياه البحر كلما ارتفعت درجة حرارتها.
  • قوة الأعاصير وحدتها ازدادت قوة الأعاصير وحدتها منذ أوائل الثمانينيات، وخاصة أعاصير شمال المحيط الأطلسي، ويتوقع بأن قوة هذه الأعاصير ستصبح أكبر مع استمرار ارتفاع درجة حرارة المناخ، حيث يمكن أن تصبح العواصف ومعدلات هطول الأمطار المصاحبة للأعاصير أكثر شدة.
  • التأثير على المحيطات يساهم التغير المناخي في زيادة سخونة المحيطات وتوسعها وجعلها أكثر حمضية، حيث إن المحيطات تمتص حوالي 90 % من الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي، كما أن المحيطات أصبحت أكثر حمضية بنسبة 40 % مما كان عليه من قبل، وجدير بالذكر أن التغير المناخي يساهم في تجريد الشعاب المرجانية من ألوانها الزاهية.
  • تهديد الزراعة يهدد التغير المناخي عمليات الزراعة بشكل كبير، حيث تتطلب أنواع عديدة من النباتات طقس ومناخ معين حتى تنمو بشكل سليم، وفي حال تغير المناخ لن تتمكن هذه النباتات من النمو، كما يؤثر التغير المناخي في الزراعة من خلال انتشار الحشائش والأمراض والآفات، بالإضافة إلى الفيضانات وانخفاض إمدادات المياه.
  • التأثير في صحة الإنسان يساعد التغير المناخي في نشر الضباب الدخاني الذي يساهم في تهيج الرئتين وبالتالي التعرض لنوبات الربو، كما يمكن أن يؤثر على صحة الإنسان من خلال حرائق الغابات الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي تلويث الهواء الذي يتعرض له البشر.
  • ويؤثر التغير المناخي أيضًا في صحة الإنسان من خلال المساهمة في تعزيز نمو البكتيريا في مياه الشرب.
  • التأثير في البنية التحتية تشمل البنية التحتية كل من؛ الجسور، والطرق، والموانئ، والشبكات الكهربائية، وغيرها، وعادةً ما تصمم البنية التحتية دون مراعاة التغير المناخي الذي يمكن أن يؤثر فيها، فعلى سبيل المثال يساهم التغير المناخي في إغلاق الطرق السريعة ومناطق الأعمال الرئيسية من خلال الأمطار الغزيرة والفيضانات.
  • التأثير في البيئة يؤثر التغير المناخي في النظم البيئية والكائنات الحية، حيث تعمل الزيادة في درجات الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار في إجهاد النظم البيئية، وعلى الرغم من أن بعض أنواع الكائنات الحية قادرة على التكيف مع التغير المناخي، إلا أن بعض الكائنات الأخرى لا يمكنها التكيف مع هذا التغير.
 

اثار التغيرات المناخية علي مصر

 تواجه مصر تحديًا كبيرًا في مجابهة أزمة التغيرات المناخية وتداعياتها على العديد من القطاعات الرئيسية، والأكثر تأثيرًا في الاقتصاد المصري، والتي يأتي على رأسها قطاعي الزراعة والسياحة. ويُعد قطاع الزراعة من أكثر القطاعات تأثرًا بأزمة التغيرات المناخية في مصر، فقدرة القطاع على تجاوز ضغوطات التغيرات المناخية ضعيفة، خاصة بالنسبة للمجتمعات الريفية التي تعتبر من أكثر المجتمعات تضررًا من التغيرات المناخية لضعف البنية التحتية القادرة على التكيف مع تلك التقلبات أو مواجهة انعكاساتها السلبية، سواء عبر تبني سياسات استباقية ووقائية، أو من خلال مدى قدرتها على تنويع المحاصيل ومواسم الزراعة، أو عن طريق استحداث أساليب جديدة في الزراعة والري تكون أكثر تكيفًا وكفاءة في التعامل مع التحديات المناخية المتنوعة.

وانطلاقًا من هذه المعطيات، يمكن تناول أبرز انعكاسات أزمة التغيرات المناخية على قطاع الزراعة المصري.


ندرة الموارد الطبيعية المُغذية للنشاط الزراعي

يعتمد قطاع الزراعة بشكل أساسي على حجم ونوعية الموارد الطبيعية المُتوفرة من تربة خصبة صالحة للزراعة ومياة عذبة للرى. وفي هذا الشأن، تعاني مصر بسبب موقعها الجغرافي من ارتفاع درجات الحرارة على مدار العام، ووقوع أغلب أراضيها في مساحات صحراوية جافة وشبه جافة، وأقاليم ذات ندرة نسبية في الأمطار، ما أدى لمحدودية مصادر الموارد المائية العذبة، والاعتماد الرئيسي على نهر النيل المسئول عن حوالي 97% من الاحتياجات المائية، والذي قد يتأثر منسوبه أيضًا باختلاف معدلات الفيضان السنوي. ووفقًا لما أعلنته اللجنة الدائمة لتنظيم إيراد نهر النيل بوزارة الرى والموارد المائية في 4 أغسطس 2021، يواجه نهر النيل ارتفاعًا في مستوى منسوبه، نتيجة تزايد الأمطار على دول المصب، ما يُنذر بإمكانية حدوث فيضان ات في حال لم يتم اتخاذ الإجراءات الكافية لمواجهة تلك الأزمة، ونتيجة لتلك المُعطيات، تعاني مصر من سوء التوزيع الجغرافي للسكان وتكدسه في منطقتي الوادي والدلتا، الأمر الذي نتج عنه نقص مساحة الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة بسبب الزحف العمراني، وتضرر مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بالوادي والدلتا نتيجة التقلبات المناخية، الأمر الذي زاد من العبء على القطاع الزراعي وألقى، من ثم، بظلاله على الاقتصاد الوطني ككل.
 

حجم وجودة الإنتاجية الزراعية

تعد المناطق الساحلية من أكثر المناطق المصرية عُرضة للانعكاسات السلبية لتغير المناخ، ذلك أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي لتنامي ظاهرة ذوبان الجليد والتي تُسفر بدورها عن ارتفاع منسوب المياه في العديد من البحار والمحيطات، ما سينعكس سلبًا على حجم الانتاجية الزراعية بسبب تسرب المياه المالحة إلي المياه الجوفية، ووفقاً للتقرير الوطني الثالث المُقدم للجنة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار نصف متر فقط قد يؤدي لغرق حوالي نصف مليون فدان من الأراضي الزراعية، وهو ما سيؤثر بطبيعة الحال على حجم الإنتاج الزراعي للعديد من المحاصيل، هذا إلى جانب تأثر حجم الإنتاجية الزراعية بمعدلات درجات الحرارة، حيث انعكس الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة في مصر خلال صيف 2021 على حجم إنتاجية محاصيل موسم الصيف. فقد تراجعت إنتاجية محاصيل الفاكهة والخضار بنسب تعدت الـ50% في بعضها، ما عرّض المزارعين لخسائر فادحة، وعرّض المستهلك لموجة غلاء بسبب قلة المعروض مقارنة بحجم الطلب على هذه المنتجات. ومن أبرز المحاصيل التي تأثرت بموجة الحر الشديدة التي اجتاحت البلاد هذا الصيف، محصولا الزيتون والمانجو. فقد تراجعت إنتاجية الزيتون بنسبة 60٪ إلى 80% هذا العام مقارنة بالعام الماضي، وهو ما أثر على مكانة مصر العالمية في أسواق الزيتون كأكبر مُصدِّر للزيتون خلال موسم 2018 - 2019، أما بالنسبة لمحصول المانجو، أعلن وزير الزراعة "السيد القصير" أن حجم الصادرات الزراعية المصرية قد وصل هذا العام خلال الفترة (يناير – يوليو) 2021 إلى أكثر من 4 ملايين طن، وحصلت المانجو على المركز الأخير من بين الصادرات بحوالي 768 طنًا، فضلاً عن ذلك، هناك بعض المحاصيل التي قد لا تواجه أزمة في كمية الإنتاجية بقدر ما تواجه أزمة في الجودة بسبب التقلبات المناخية وما ينتج عنها من تلف التربة الزراعية وانتشار الآفات، ونقص حجم وجودة الموارد المائية، حيث تصبح المحاصيل الزراعية أقل نضجًا، وأكثر عُرضة للتلف والإصابة بالأمراض خاصة خلال عمليات التخزين والنقل.


تأثير تغير المناخ على  مصر

أما بالنسبة لقطاع السياحة، فقد مارست الموارد والثروات الطبيعية في مصر على مدار سنوات عديدة دوراً هاماً ومحورياً في خدمة وتغذية هذا القطاع على طول سواحل البحر الأحمر والبحر المتوسط، لاسيما بالنسبة لمُحبي ممارسة الأنشطة المائية، أو الاستمتاع بمشاهدة الشعب المرجانية والحياة البحرية الغنية بتنوع الأسماك والحيوانات البحرية. إلا أن العديد من المُـتخصصين في دراسة البيئة البحرية والمناخ، أعربوا عن قلقهم بشأن التداعيات والانعكاسات السلبية والمباشرة لأزمة الاحتباس الحراري وما ينتج عنها من تقلبات مناخية، على مستقبل قطاع السياحة.

في هذا السياق، من المتوقع أن تؤثر التغيرات المناخية على قطاع السياحة. من ناحية، تتعرض الحياة البحرية، وخاصة الشعب المرجانية، للعديد من التهديدات في ظل التقلبات المناخية وارتفاع درجات الحرارة فوق معدلاتها الطبيعية. وتجدر الإشارة هنا أن مصر تحتل المرتبة الأولى من حيث الدول الأعلى في قوائم السياحة القائمة على الشعب المرجانية، خاصة أن منطقة شمال البحر الأحمر تعتبر بيئة آمنة لهذا النوع من السياحة، نظرا لطبيعة المياه والرياح السائدة في تلك المنطقة. إلا أنه نظرًا للتقلبات المناخية التي يشهدها العالم، أصبحت مصر واحدة من ضمن الدول الساحلية المُعرَّضة لفقدان نسبة كبيرة من إيرادات سياحة الشعب المرجانية، وهو ما يعني تعرض قطاع السياحة لخسائر مهمة. ذلك أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح البحر عن الحد الذي تستطيع الشعب العيش فيه. هذا فضلاً عن خطر ذوبان الجليد وارتفاع منسوب سطح البحر الأحمر بما يؤدي إلى زيادة الأعماق التي تعيش فيها الشعب المرجانية، وبالتالي حجب الضوء عنها وموتها، من ناحية أخرى، قد تتعرض الوجهات السياحية المختلفة والشواطئ لخطر الفيضانات والسيول، ما يؤثر بطبيعة الحال على البنية التحتية، ويؤدي لتدمير العديد من الاستثمارات السياحية التي تتنوع ما بين قرى وفنادق ومنتجعات واقعة على طول السواحل المصرية البحرية وتقدر قيمتها بمليارات الدولارات.





close