ما الفرق بين البلاء والابتلاء في القرآن

ما الفرق بين البلاء والابتلاء في القرآن للشيخ الشعراوي وابن عثيمين وعمر عبد الكافي، فالبلاء و الابتلاء كلاهما امتحان واختبار ويكونان بالسراء والضراء ويقعان شرعا وقدرا، فالتكاليف الشرعية فعلا كانت أو تركا، وكذلك مقادير الخير والشر، كل ذلك مما يمتحن به العبد، وإن كان استعمال الابتلاء في الشر والضر والأمور الشاقة اكثر.

وفي هذا المقال من موقع عرب فور نت سوف نتعرف على ما الفرق بين البلاء والابتلاء عمر عبد الكافي وابن عثيمين وغيرهما، الفرق بين البلاء والابتلاء للشيخ الشعراوي، بالاضافة الى الكثير من المعلومات الاخرى.

 

ما الفرق بين البلاء والابتلاء
ما الفرق بين البلاء والابتلاء


ما الفرق بين البلاء والابتلاء

ورد البلاء والابتلاء في آيات كثيرة من القرآن الكريم ففي سورة البقرة قال تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" الآية 155، وكذلك في الآية 249: " فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي..."، وفي الأحزاب: " هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا" الآية 11.

البلاء والابتلاء معناهما واحد لكن بعض أهل العلم يرى التفريق بين المصيبة والابتلاء، فالابتلاء يطلق على المصيبة وعلى ما يريد الله به أن يرفع من العبد، أما المصيبة في الغالب فتطلق على شيء كقدري مثل الموت لأنه يقع على كل أحد، وإما على ما يريد الله عز وجل أن يذكر به، وهكذا ذكر الداعية السعودي صالح المغامسي.

أما دار الإفتاء المصرية ففرقت بين البلاء والابتلاء في ردها على أحد الأسئلة التي وردت إليها، حيث ذكر أمين الفتوى، محمود شلبي، أن الإنسان عليه أن يرى حاله فإذا كان على معصية فيعرف أنه بلاء، لأنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولو كان على طاعة فهو ابتلاء، أي اختبار، وعليه أن يصبر في كل الأحوال، فلو كان على معصية فعليه أن يستغفر الله ويتوب إليه ويبتعد تمامًا عن المعصية ويكثر من الطاعة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أمرتكم أمرا فأتوا منه ما استطعتم، ولكنه حين تحدث عن المعاصي قال: إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، "الحرام مفيهوش نحاول.. الحرام لازم نقطعه".

أما عن سبب التسمية بالبلاء فيقول الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير": "لما كان الاختبار يوجب الضجر والتعب سمي بلاء، كأنه يُخلِق النفس، ثم شاع في اختبار الشر لأنه أكثر إعناتا للنفس، وأشهر استعماله إذا أطلق أن يكون للشر، فإذا أرادوا به الخير احتاجوا إلى قرينة أو تصريح، فيطلق غالبا على المصيبة التي تحل بالعبد لأن بها يختبر مقدار الصبر والأناة". 

قد يهمك معرفة: ما هي الشجرة التي يخاف منها اليهود

ما الفرق بين البلاء والابتلاء عمر عبد الكافي

الفرق بين البلاء والابتلاء عمر عبد الكافي، البلاء يكون للكافر، يأتيه فيمحقه محقاً، وذلك لأن الله تعالى يملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، ومن أسماء الله تعالى: الصبور، والإنسان عندما يصبر على امتحان معين، فهو صابر، أما صبر الله سبحانه: أنه لا يعجل الفاسق أو الفاجر أو الظالم أو الكافر بالعقوبة، فأنت كبشر قد تتعجب: كيف يمهل هذا الإنسان، وهو يعيث في الأرض فساداً، ولو حُكِّم إنسان في رقاب البشر، لطاح فيهم.

والله سبحانه وتعالى عندما قال : (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين)، فعندما رأى، أراه الله الملكوت، وكشفه، كشف له الحجب، فرأى الخليل ما لا يراه في حياته البشرية، رأى إنساناً ظالماً يضرب يتيماً، فقال له: يا ظالم، أما في قلبك رحمة، أتضرب اليتيم الذي لا ناصر له إلا الله، اللهم أنزل عليه صاعقة من السماء، فنزلت صاعقة على الرجل، رأى لصاً يسرق مال أرملة، أم اليتامى، فقال له: يا رجل أما تجد إلا هذا؟! اللهم أنزل عليه صاعقة، وتكرر هذا.

فقال له الله سبحانه: (يا إبراهيم، هل خلقتهم؟) قال: لا يا رب قال: لو خلقتهم لرحمتهم دعني وعبادي إن تابوا إلي فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم وأنا أرحم بهم من الأم بأولادها، فالله الصبور لا يعجل ولا يعاجل، فمتى جاء عقاب فرعون؟! لقد جاء بعد سنوات طويلة، وكان قد أرسل له بنبيين عظيمين وقال لهما (وقولا له قولاً لينا) وهو الذي طغى وطغى وطغى، فلما وصل الأمر إلى ذروته: أخذه الله أخذ عزيز مقتدر، فالله سبحانه وتعالى، يأتي بالبلاء للكافر فيمحقه محقاً لأنه لا خير فيه.

اما الإبتلاء فهو يكون للإنسان الطائع، وهو درجات وأنواع. وبالتالي هناك: آداب الابتلاء، فنحن عباد الله سبحانه والعبد يتصرف في حدود ما أوكل إليه سيده من مهام، وهو يعلم أن (سيده سبحانه وتعالى): رحمن رحيم، لا يريد به إلا خيراً فإذا أمرضه أو ابتلاه فلمصلحته، كيف؟... كان أبو ذر جالساً بين الصحابة، ويسألون بعضهم: ماذا تحب؟ فقال: أحب الجوع والمرض والموت، قيل له: هذه أشياء لا يحبها أحد فقال: أنا إن جعت: رق قلبي وإن مرضت: خف ذنبي وإن مت: لقيت ربي.

فهو بذلك نظر إلى حقيقة الابتلاء، وهذا من أدب أبي ذر، ويقال في سيرته: أنه كان له صديق في المدينة، وهذا الصديق يدعوه إلى بستانه ويقدم له عنقود عنب، وكان عليه أن يأكله كله... فكان أبو ذر يأكل ويشكر، وهكذا لعدة أيام... ففي يوم قال أبو ذر: بالله عليك، كُلْ معي فمد صاحب البستان ليأكل فما تحمل الحبة الأولى، فإذا بها مرة حامضة.

قد يهمك ايضا معرفة: الفرق بين الكاثوليك والأرثوذكس

ما الفرق بين البلاء والابتلاء ابن عثيمين

الفرق بين البلاء والابتلاء ابن عثيمين، يرى فضيلة المحدث العلامة ابن عثيمين أن الابتلاء هو الاختبار وقد استدل على هذا بقول الله تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾.

الابتلاء في الخير: هو أن الله يبلو الشخص ليرى هل يشكر الله على الخير أو يكفر بقدرة الله، واستدل على ذلك بكلام الله على لسانِ سليمان عليه السلام حين أنعم عليه ورأى عرش بلقيس أمامه قبل أن يرتد إليه بصره فقال: ﴿قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾.

الابتلاء في الشر: هو أن يبتلي الله الشخص ليرى هل يصبر على ما ابتلاه الله به أم يسخط ويجزع، ويكون الجزاء من جنس العمل فإن صبر وأحتسب الأجر عند الله فإن الله يجعل هذا ابتلاء لرفع الدرجات وإحطاط السيئات، أما إن سخط وجزع فإن ذلك الابتلاء يكون نقمة في الدنيا والآخرة.

ما الفرق بين البلاء والابتلاء للشيخ الشعراوي

الفرق بين البلاء والابتلاء للشيخ الشعراوي، أوضح الشيخ الشعراوي أن الشائع عند أغلب الناس أن "البلاء" هو الشر، وهذا غير صحيح فهناك بلاء بالشر وبلاء بالخير، فيقول تعالى: "وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً" وهناك بلاء حسن، وقال: "وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً"، وأكد الشعراوي أن كلمة بلاء لا تخيف، لكن المخيف هو النهاية من البلاء، فإذا تعامل الإنسان مع الابتلاء بشكل صحيح يكون قد نجح في اختباره، فإذا ابتلي بالخير فعليه أن يشكر، وإذا ابتلي بالشر فعليه أن يصبر، فالبلاء كالامتحان، ليس مذمومًا إلا عند من لا يذاكر وسيفضح بالابتلاء.

اجمل ما قاله الشيخ الشعراوي عن الابتلاء؟ حين ضرب الشعراوي مثالًا على ذلك عن اختبار الله سبحانه وتعالى لنبيه إبراهيم الخليل، حين قال تعالى: وإذا ابتلى إبراهيم ربه، أي ابتلاه الله واختبره " ومادام الله يبتلي بالخير والشر فإنه إذا ابتلى بالشر فيريد من يصبر وإذا ابتلى بالخير فيريد من يصبر"، وبذلك يكون الإنسان قد نجح في البلاء، وأشار الشعراوي إلى أن ما ينطبق على البلاء ينطبق أيضًا على الفتنة، فمصطلح الفتنة يعني عرض الذهب على النار حتى يطرد خبثه، فالفتنة كذلك، فهي تطهير وتمحيص حتى يطلع الخبث كله ويتبقى الجوهر.

وفي نهاية المقال نكون قد تعرفنا على ما الفرق بين البلاء والابتلاء في القرآن ووفقا لشيوخ وعلماء الاسلام الشيخ الشعراوي وابن عثيمين وعمر عبد الكافي، يمكنك متابعة المزيد من تلك المواضيع من على موقع عرب فور نت من خلال قسم ما هو.




close